حقيقة الرجل الثلاثيني
ما دعاني إلى كتابة هذا الموضوع صراحة ..
هو نظرة بعض المتخلفين للرجل الثلاثيني والمرأة الثلاثينية ..
نظرة فيها من الظلم والبحث عن النقائص ما بها ..
مثلا : يقولون : انتهى عهد الشباب بالنسبة لهؤلاء .. هذا اذا كانوا متزوجين .. وفي حالة كونهم عزابا انظروا كم السخرية التي يرميهم بها البعض .. على شاكلة قوله : ( اشتري لك عكازا !! فالمرأة التي ستتكئ عليها لن تكفيك ) ..


سبحان الله !
إذا كان هذا السن هو سن رجال ونساء الجنة .. فإن الله لم يقدره إلا لحكمة فيه ..


لكن قبل ذلك .. لا أريد حقيقة أن أكون وصيا على كل رجل ثلاثيني .. فكل رجل هو حالة خاصة .. لكن قطعا هناك تشابه كبير بينهم في كثير من الصفات ..
أقول :- الرجل الثلاثيني .. هو رجل المستقبل .. بمعنى أن تفكيره .. طموحاته مشاريعه .. كلها مستقبلية .. في السابق كانت الحياة عبارة عن لعبة مسلية .. نعيش أيامها ونتمتع بها فقط .. أما اليوم فهو مرحلة التفكير في المستقبل .. والبحث عن كل ما يحقق لنا الحياة السعيدة المريحة ..- الرجل الثلاثيني .. معدل الأنانية يقل بنسبة 80% .. عنده.. وذلك من أجل والديه ..
إخوته .. أقاربه .. زوجته .. وكل من يحب .. لأن حس العاطفة لديه يرتفع في هذه المرحلة ..- إذا كانت المرأة في العشرين تبحث عن الرومانسية على حساب الجنس .. فإن الرجل في الثلاثين يبحث عن الرومانسية على حساب الجنس .. الحب عنده اختلف .. في السابق كان يبحث عن الجسد ليحب .. أما الآن فإنه يبحث عن عاطفة الأنثى كي يحبها .. ثم يلتفت لحاجاته الجنسية .. ( وربما .. لست أدري .. أن هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الفتيات يعشقن رجل الثلاثين ) باختصار .. لقد تجاوز مرحلة الحاجة الملحة للجنس .. لكن لا تعتقدوا يا إخوتي .. أن هذا بمثابة ضعف جنسي كما يحاول البعض تصويرنا على حسب أهوائه .. المقصود أن نظرته للجنس اختلفت .. الشيء المضحك أن المرأة في الثلاثين تنعكس الآية عندها .. فتبحث عن الجنس أكثر وأكثر .. وهو ما يحمل الثلاثيني فوق طاقته .. ولكن لا تخف فهو ( قدها وقدود ) ..
- رجل قادر على أن يمتع المرأة في الفراش .. فهو يملك صفة تتولد لديه في هذه المرحلة .. إنه يملك الصبر الذي لا يستطيع أن يجاريه فيه رجل العشرين لأن هذا تكبله قوة الرغبة فلا يستطيع أن يخضعها .. بينما الثلاثيني قادر أن يسوس هذه الرغبة ويشبعها بعد أن يبحث عن مشاعر الحب في أحضان زوجته .. إن حال الاثنين .. كما حال الصقر والأسد .. فالعشريني كالصقر ينقض على طريدته بسرعه .. بينما الثلاثيني كالأسد يحتاج إلى تخطيط ومناورة وبحث عن أفضل الطرق للوصول ومن ثم الانقضاض على فريسته .. أيهما أحلى !! من ينقض وينتهي بسرعه ؟؟ أم من ينتظر حتى يستمتع كثيرا بلذة المفاجأة ؟؟- رجل صبور .. حليم .. يضبط أعصابه بإرادته .. ويتحمل الكثير من المشاكل التي تقع على رأسه سواء في بيته أو عمله ..
- رجل رزين .. يقيس الكثير من أمور حياته عن طريق العقل .. التفاهات والأمور السطحية والتي ربما كانت تشغل وقته في الماضي .. ذهبت إلى غير رجعة .. مثل ( السهر الكثير .. سماع الأغاني .. التبطح على القنوات الفضائية ليل نهار .. الجري وراء البنات .. الفراغ وضياع الوقت .. الخ ) لا أبالغ إذا قلت أن الرجل الثلاثيني لم تعد تغره هذه المتع .. لأني كما قلت تفكيره متوجه نحو مستقبله ..- عاطفة الأبوة قوية لديه .. فالثلاثيني الأعزب والعشريني الأعزب .. يختلفان بهذا الصدد فإذا كان الثاني لا يفكر كثيرا في الموضوع .. فإن الأول يجعل هذه العاطفة هدفا لا بد أن يصل إليه .. وما أجمله من هدف !!- ينظر إلى الناس والأشياء من حوله بتفهم أكثر .. ومحاولة الوصول معهم إلى نقاط لقاء كي يجتمعوا سوية .. على عكس السابق .. حياته في الخارج .. حياة صراع لا بد أن يكسب فيها حتى يثبت ذاته .. لكن الآن وبعد أن أثبت ذاته .. اختلفت نظرته إلى الحياة من حوله .. فالصراع ليس هاجسه بقدر ما هو في التفاني والإخلاص والتعاون لتسهيل الحياة ..
هذا ما أستطيع أن أقوله عن رجل الثلاثين .. ولكن أؤكد ما قلته في البداية .. كل رجل هو حالة خاصة !!